top of page

التضحية والتعايش: خدمة الإيزيديين في إقليم كوردستان العراق

احمد صابر


إقليم كوردستان العراق يشتهر بتعدد ثقافاته ودياناته، حيث يعيش فيه مجتمع متنوع يضم ما لا يقل عن 10 مكونات دينية وعرقية. من بين هذه المكونات الأصيلة والجوهرية،الإيزيديين الذين يشكلون جزءاً مهماً من شعب كوردستان.

الإيزيديين، هم مجموعة دينية تاريخية لها وجود قديم في المنطقة، وتعتبر ديانتهم أحد أهم العناصر الثقافية والدينية في كوردستان. يعتبرون جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الإقليم، وقد تعرضوا للكثير من التحديات والمصاعب عبر العصور.

في ظل الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة، خاصةً بعد هجمات تنظيم داعش الإرهابي، تعرض الإيزيديون لأوجه عديدة من القهر والتهجير. ومع ذلك، برزت جهود حكومة إقليم كوردستان العراق في دعم وخدمة الإيزيديين وتأمين عودتهم إلى ديارهم.

تجدر الإشارة إلى الاتفاقيات والمبادرات التي تمت بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية لتطوير الوضع في مناطق سنجار، وتسهيل عودة النازحين بكرامة وحرية. تلك الجهود تعكس التزاماً حقيقياً بتعزيز التعايش وحقوق الإنسان في المنطقة.

على الرغم من التحديات الكبيرة التي ما زال يواجهها المجتمع الإيزيدي، فإن التزام حكومة إقليم كوردستان بالتعايش وخدمة كافة المكونات الدينية والعرقية يشكل مثالاً يحتذى به في المنطقة. إن العمل المستمر لتعزيز حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعي يجعل من كوردستان بيئة مثالية للتعايش السلمي والتقارب الثقافي.

من المهم أن نستذكر التضحيات الكبيرة التي قدمها البيشمركة والقوات الأمنية لحماية المدنيين وتحرير مناطق مثل سنجار من أيدي التنظيمات الإرهابية. إن هذه التضحيات تبرز روح التضامن والوحدة في وجه التحديات الكبيرة.

تعتبر رأس السنة الإيزيدية مناسبة مميزة تحمل في طياتها تاريخاً عريقاً وثقافة غنية تعكس تراث الشعب الإيزيدي في إقليم كوردستان العراق. تأتي هذه المناسبة لتجديد الروح والتفاؤل، وللاحتفال بالتعايش والوحدة في وجه التحديات.

ما يميز هذا العام أكثر من غيره هو التطورات الإيجابية التي شهدها المجتمع الإيزيدي في الأعوام الأخيرة، خاصةً بعد الجهود الرامية إلى تعزيز حقوق الإنسان والتعايش السلمي في المنطقة، إن استمرار الجهود المشتركة للحفاظ على هذا التعايش وتعزيزه يعكس الإرادة الصادقة لبناء مستقبل أفضل للجميع.

في هذا اليوم المميز، يجب علينا أن نستذكر تضحيات الأجيال السابقة ونقدر التراث الثقافي الغني للإيزيديين ومساهماتهم الهامة في بناء المجتمع. وعلينا أيضًا أن نعبر عن التضامن والدعم لكل من يعانون من الظروف الصعبة، ونسعى جميعًا إلى تحقيق العدالة والمساواة للجميع.

في ختام ، نتمنى لجميع أفراد المجتمع الإيزيدي ولكل من يحتفلون برأس السنة الإيزيدية أجمل الأمنيات بعام جديد مليء بالسعادة والنجاح والسلام.



٠ مشاهدة٠ تعليق

Comments


bottom of page